تعريف الأقليات
لا يوجد تعريف دقيق ” للأقلية” في القانون الدولي، ولكن تعترف منظومة الأمم المتحدة بالأقليات القومية أو الإثنية أو الدينية أو اللغوية، وحق الأشخاص المنتمين إلى هذه الجماعات في التمتع بثقافتهم الخاصة أو المجاهرة بديانتهم وممارستها، واستخدام لغتهم الخاصة (المادة 27 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والمادة 2 من إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية والى أقليات دينية ولغوية).
على الرغم من أن المادة 27 تحدد الأقليات التي تنطبق عليها هذه المادة، إلا أنها لا تقدم أي تفسير لمعنى كلمة ‘أقلية’. لن يستطيع أي تعريف واحد على الأرجح أن يحدد تعريف الأقليات بسبب التنوع الكبير للأقليات الموجودة في جميع أنحاء العالم، ولكن يمكن تحديد بعض الخصائص المشتركة، وغالبا ما يكون هنالك عوامل مشتركة بين الأقليات وهي:
– لا تكون في موقع سلطة أو تكون المهمشة، نسبة إلى بقية السكان
– تختلف خصائصها العرقية أو الدينية أو اللغوية عن تلك الخاصة ببقية السكان
– الرغبة في الحفاظ على ثقافتهم المتميزة والتقاليد واللغة والدين
بالإضافة إلى المعايير “العامة” التي تحدد الأقليات (كما هو موضح في القائمة أعلاه)، هناك أيضا معايير “شخصية” مثل: على أعضاء الجماعة تعريف أنفسهم على أنهم ينتمون إلى جماعة عرقية أو دينية أو لغوية متميزة. وهذا أمر مهم نظرا لعدم وجود تعريف رسمي ولأنه يمنع الدول من اختيار لمن تعطى صفة الأقلية بصورة تعسفية، ومن المهم أيضا أن نلاحظ أن الأقليات هي عادة أقل عددا من غالبية السكان، ولكن من غير الضروري أن يكونوا كذلك ليعتبروا من الأقليات.
على الرغم من عدم الاتفاق على تعريف مصطلح “الأقليات” إلا انه يجب التمييز بين الأقليات والفئات المهمشة الأخرى،
فالتمييز بينها أمر مهم لان التباحث بأمر الأقليات يتطلب وجود هيئة محددة تابعة للقانون الدولي والتي تنظر في سياق معين وحقوق الأقليات العرقية والدينية واللغوية.
تعريف السكان الأصليين
لا يتضمن إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية، والذي عارضته الشعوب الأصلية بشدة، على أي تعريف “للشعوب الأصلية”، وذلك بسبب تصميمه، رفضت الشعوب الأصلية إدراج تعريف رسمي باعتبار أنه غير ضروري وغير مرغوب فيه، حيث اهتموا في التركيز على أهمية المرونة والتعريف الذاتي بدلا من ذلك. اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 169 بشأن الشعوب الأصلية والقبلية يصف بعض خصائص الشعوب الأصلية:
– أنماط حياة تقليدية
– ثقافة ونمط حياة مختلف عن غالبية السكان، مثل طريقتهم في كسب الرزق واللغة والعادات، الخ.
– مؤسسات اجتماعية ومنظمات سياسية خاصة بهم
– يعيشون في استمرارية تاريخية في منطقة معينة، أو قبل أن “يغزوا” الآخرين المنطقة أو يأتوا إليها.
يعتبر التعريف الذاتي هو المعيار الأساسي لتحديد ما إذا كانت مجموعة معينة هي من السكان الأصليين، كما هو الحال مع الأقليات.
يضمن القانون الدولي لحقوق الإنسان، والذي يرتكز على مبدأ المساواة، الحق في التعليم للجميع، ومع ذلك قد تحرم الأقليات والشعوب الأصلية من حقهم في التعليم. تبين المجموعة الدولية لحقوق الأقلياتMinority Rights Group International، إن الغالبية العظمى من الأطفال الذين هم خارج المدرسة هم من الأقليات وأطفال الشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم، كما وتحرم الأقليات وأطفال السكان الأصليين بصورة منتظمة من الحصول على التعليم الجيد الذي يتعلق باحتياجاتهم المحددة ويلبيها.
في العدد القادم سنتكلم عن التشابه والاختلاف بين الاقليات والشعوب الأصيلة الى جانب استقلالية التعليم لهذه الجماعات والقاء نظرة عامة على التحديات التي يواجهونها وكيفية تحصين وضعهم دائما وابدا من خلال القانون.