يقول البعض بأننا لا نستطيع التواصل مع الاموات، نعم والكنيسة ايضا تقول هكذا. لماذا؟ لأننا لسنا بسحرة وعرافين لكي نعمل استحضار الارواح هذا عمل السحرة والعرافيين وليس عمل الكنيسة.
لنسال ما هو الموت؟ ومن الذي يموت؟
حتما الذي يموت هو الحيوان والنبات فقط وليس الانسان. لأن مفهوم الموت هو النهاية الابدية. اي شيء كان موجودا وبعدها اصبح لا وجود له.
ولكن الانسان لا يموت بل ينتقل. ينتقل من هذه الحياة الزمنية الى الحياة الابدية. لاحظوا بأننا نقول ينتقل الى الحياة الابدية _ الحياة وليس الهلاك والنهاية.
فإذا الانسان الذي ينتقل يكون حي في الابدية وبإمكاننا التواصل معه لأننا في هذه الحالة لستنا نتواصل مع الميت بل مع الحي والتواصل هنا يكون من خلال صلاتنا.
حسب ايمان كنيستنا نؤمن بأن الصلاة تنفع للميت وان لم تنفع لما صلى الرب يسوع قبل اقامة لعازر من القبل. لأن الرب امام قبر لعازر صلى وبكى كأنسان واقامه كإله.
ما هي الصلاة؟
الصلاة هي الصلة او العلاقة بيننا وبين الله وبيننا وبين بعضنا البعض. والصلاة مؤكدا تحمل طابع المحبة والرحمة. والرب يسوع طلب منا ان نحب بعضنا البعض ولم يقل احبوا بعضكم البعض وانتم على الارض بل طلب ان لا تنقطع صلة المحبة والرحمة مع بعضنا وحتى بعد انتقالنا من هذه الحياة.
صلاتنا تنفع للانسان الخاطئ المنتقل ام لا؟
يقول البعض بأن صلاتنا تنفع للانسان المنتقل البار ولكن للانسان المنتقل الخاطئ لا .
حسنا من اقامنا ديانين لكي نحكم على الاخر وان كان قد انتقل؟
وحسب الكتاب المقدس وحسب ايماننا نؤمن بأن الرب يسوع هو وحده له السلطان لدين الاحياء والاموات (المنتقلين).
اولا: هل الانسان البار بحاجة الى الصلاة من اجله؟ حتما لا اذا كان بارا وقديسا.
ثانيا: ما ادرانا الانسان الخاطئ الذي انتقل من هذه الحياة قبل مماته تاب ام لا؟
اللص اليمين لن يذكر الكتاب المقدس متى تاب؟ قبل مماته بدقائق ام بساعات؟
والكياسا حسب مفهومكم هو انسان خاطئ مرتكب خاطايا مميتة مثل القتل والسرقة والاختصاب (الزنى) وغيرها من الجائم هذا كان عمله. والرب يسوع ادخله الى الفردوس لماذا لأنه تاب قبل مماته. وهكذا ايضا نحن يجب ان لا نحكم على الانسان المتوفي لأننا لا نعلم هل تاب قبل مماته ام لا؟ الله يعلم وفقط.
مثلان من الكتاب المقدس عن الصلاة من اجل الموتى:
جنودٍ يهود قُتلوا في المعركة لأنهم أخفوا في ثيابهم تماثيل للأصنام :”..وأخذوا يُصَّلون ويبتهلون الى الله أن يمحوَ تلكَ الخطيئة. .. ثم جمَّعَ قائدُهم يهوذا المكّابي من كل واحد من جنوده تبَّرعا.. وأرسله الى أورشليم ليُقَّدَمَ بها ذبيحةٌ عن الخطيئة. وكان ذلك خيرَ عملٍ وأتقاهُ…ولو لمْ يؤمن أنَّ الذين ماتواأنقياءَ جزاءًا حسنا، وهو رأيٌ مقدَّسٌ ونقي، لهذا قدَّمَ الكفارةَ عن الموتى ليغفرَ الرَّبُ لهم خطاياهم ” (2مكابيين 12: 42-45).
الكنيسة الأولى تُصَّلِ من أجل الموتى.
لو قرأنا رسالة بولس الأولى الى أهل كورنثية نقرأ فيها بُرهانا على الأيمان بالقيامة ،ما يلي : ” وإذا كان الأمرُ على خلافِ ذلك ، فما الفائدةُ من عملِ الذين يقبلون المعموديةَ في سبيل الأموات .. واذا كان الأمواتُ لا يقومون فلنأكل ولنشربْ لأننا غـدا مائتون … أفيقوا كما ينبغي ولا تخطأوا ، لأنَّ بينكم قومًا يجهلون اللهَ كلَّ الجهل..”(1كور15: 18- 31).
المصادر: الكتاب المقدس
الاب توما ككا – نيوزيلند 2018
نيوزيلند 2018
Check Also
عيد الدنح – ܥܐܕܐ ܕܕܢܚܐ
يحتفل المسيحيون في السادس من كانون الثاني من كل عام بعيد العماد وهو الاسم الشعبي …