Home / Articles / أحد تقديس البيعة: “أبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة”

أحد تقديس البيعة: “أبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة”

نحن نحتفل بأحد تقديس البيعة، ونتأمل معكم ، بحسب إنجيل متى (16، 13-32) بسؤآلي المسيح لتلاميذه :
الأول: ماذا يقول الناس عن ابن الإنسان ؟ والثاني : ماذا تقولون أنتم ؟
والفرق شاسع بين سؤال شمولي موجه للجميع لكل الناس والأديان والبشر اللذين لم يعرفوا المسيح؛ وبين سؤال موجه الى جماعة التلاميذ الذين اختارهم المسيح فعاشوا ومشوا وأكلوا معه وسمعوا تعاليمه وعاينوا معجزاته …

والجواب الذي جاء من بطرس هو خلاصة عمل الروح القدس الذي يحول طبيعتنا البشرية الضعيفة ليُظهر لنا وفينا حقيقة جمال يسوع المسيح ابن الله الحي …
بطرس لم يكن أهم من سائر التلاميذ ولا أفضل منهم ولا أكثر منهم شجاعة ، لكنه فاق الجميع ثقةً وطواعية لإلهامات الروح القدس وفاقهم شجاعة بالإفصاح والتعبير المُطلق عن حقيقة لا مراوغة فيها ولا مساومة عليها وهي ان المسيح ليس كسائر الناس والأنبياء والرسل إنما هو ابن الله الحي …

اذاً جواب بطرس هو جواب كل مسيحي تعرّف على المسيح منذ العماد فصار المسيح شمس حياته التي منها تُستمد حرية الإيمان وشجاعة التبشير ..
فالقداسة أحبائي ليست بالأمر الصعب ولكنها ليست بالسهل أيضاً ، القداسة تحتاج للشجاعة والذكاء والثقة والمبادرة وتلك كانت صفات بطرس الذي خلع عنه المسيح اسمه القديم وألبسه اسم الصخرة ” بطرس” التي عليها تُبنى البيعة ..

والأهم أن قد أعطيت له مفاتيح ملكوت السماوات وقد أعطي هذا المفتاح لكل منا عند قبولنا سر العماد و مذ أصبحنا بالتثبيت هياكل حية للمسيح الحي بروحه القدوس ..
والمفتاح ، هو هذه الوسيلة المعدنية الصغيرة التي بدونها لا تُفتح الأبواب الكبرى ولا الخزانات ولا الصناديق ولا السيارات فإذا كان لكنوز الدنيا ومقتنياتها مفاتيح خاصة ، فللحياة في الملكوت مفتاح واحد هو المحبة ، المحبة الشُجاعة الواثقة العاملة ، الغافرة ، الدافعة للتعرف والتأكد من حقيقة المسيح التي لا تتبدل ولذلك قال فيها المسيح : ” لن تقوى عليها أبواب الجحيم ”

لأن مفاتيح الجحيم لم تُعطى لنا إلاّ اذا فتشنا عنها بإرادتنا، نحن نملك مفاتيح ملكوت السماوات من خلال البرارة لا التبرير ، من خلال البشارة بالأعمال الصالحة لا بأعمال التبشير المُغرضة ، بأن نسلك في طريق الخير أمام السالكين نحو هوّة الخطيئة …
كونوا أذكياء كي تتقدسوا ،
كونوا أوفياء كي تتبرروا،
كونوا واثقين لتتحرروا، …
ولن تقوى على الكنيسة تيارات البدع والشر والظلام لأن الله معنا(عمانوئيل)…
لا تخافوا فنحن بألف خير بنعمة الله وكنيستنا تعتمد على حب باريها وتبقى فاعلةً بقوة روحها القدوس .
وكلما شعرنا بالشر يهيمن على السلام وبالغضب كيف يغدر هدوء العوائل والقلوب وكلما أحسسنا بالأمراض تجتاح الأجساد وبأمور شتّى نعجز عن فهمها … عندها لا تُدخلوا الشك في عقولكم ولا تلعنوا وجود الله في حياتكم فالله أعظم من شرور الدنيا وأعدل من همومها وكوارثها …
به وحده تتقدس الكنيسة لنتقدس فيها ومن خلالها.
نتوجه لكم بالمعايدة الحارة بعامٍ ليتورجي جديد وسنة طقسية مباركة .

Check Also

القتل الرحيم.. من المنظور المسيحي والإنساني

موضوع اجتماعي وواقعي وبغاية الاهمية, وكثير منا لا نعطيه حقه لأننا لم نمر بهذه الحالة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *