موضوع اجتماعي وواقعي وبغاية الاهمية, وكثير منا لا نعطيه حقه لأننا لم نمر بهذه الحالة بل ننتقد الاسرة التي تطلب رفع الاجهزة الطبية من مريضها او نؤيدها. ولا نعلم ما هو شعورهم في تلك الاوقات لكي يتخذوا مثل هذا القرار.
هل مصير المريض اصبح بين ايدينا لكي نتخذ القرارات بدلا عنه؟ هل اعطانا الله هذا السلطان لكي نقتل شخص بحجة نريحه من الامه؟
في الوصايا او الكلمات العشرة يقول الرب (لا تقتل). ولا يوجد في الكتاب المقدس اية واحدة او كلمة تجيز القتل بهدف ان نريح المريض من الام مرضه.
بل هذه القرارات نتجت عن علم الطب الذي وضع نفسه مكان الله لكي يحدد مصير الانسان ان كان من خلال الاجهاض او القتل الرحيم او ما شابه من هذه الجرائم اللاإنسانية.
نحن لسنا ضد العلم والطب بتاتا، العلم نعترف به ونؤيده وهو اعظم خدمة للانسان لكي يحافظ على حياة الانسان وليس العكس.
وحتى الرب يسوع في انجيله قال سوف تصنعون عجائب اعظم مني (اي من عجائب الرب التي صنعها) والعلم والطب والتطور وغيرها من العلوم الايجابية هي بحد ذاته عجائب ومعجزات يعملها ويصنعها الانسان لأنها تهدف الى الحياة والبناء والسلام و…الخ.
الله خلق الانسان لكي يعيش ان كان يعيش بصحة جيدة او يكون له مرض ما او عاقة او عاهة او…الخ. لم يقل الله يجب ان تستمر حياة الانسان السالم طويلا وحياة المريض يجب ان تقصر كلا. كل انسان له مشاكله والامه وسعادته و…الخ يجب ان نقبلها كما هي.
يقول البعض بأن المريض الذي يصارع الالم وهو في غيبوبة وسريريا ميت يجب ان نرفع عنه الاجهزة الطبية لكي يرتاح من الامه. حسنا وماذا عن الانسان المريض روحيا ونفسيا والذي هو ميت انسانيا واخلاقيا؟ هل يجب ان نقته لكي يرتاح من الام خطاياه؟
اعطانا الله نعمة الخدمة نعمة تفكير واتخاذ القرارات الصائبة التي تهدف الى تقوية ربط علاقاتنا مع الاخر وليس قطع هذه العلاقة فقط لأنه يتألم. عندما قال الرب في الانجيل كنت جائعا ومريضا ومريضا وعريانا وغريبا وفي السجون والمشافي وخدمتموني اي يقصد بأنني (اي الرب) هو في كل انسان مريض ومتألم ومحتاج. كيف لنا اليوم ان ننهي حياة شخص فقط لأنه يتألم؟
احبتي لنقف قليلا عند ايماننا وانسانيتنا وانجيلنا وننظر الى كل مجالات حياتنا ونسأل انفسنا ما هو الصواب وما هو الخطأ؟ هل قتل المريض رحمة ام جريمة؟ هل نقف الى جانبه؟ او نهمله؟ لا والابشع من ذلك نتخذ قرارات عنه. لا فقط نهمل المريض بل وصلنا الى حالة قتله بحجة راحته.
نأمل من شبيبتنا العزيزة ان يكون رسل السلام في الحياة وان يتأملوا في الكتاب المقدس وفي انسانيتهم البنائة، لا ان ينجروا وراء علوم سلبية تهدف لا فقط الى تشويه صورة الله بل تهدف ايضا الى قتل الرحمة والانسانية من البشرية
المصادر: الكتاب المقدس
الاب توما ككا
نيوزيلندا 2017