Home / Articles / القتل الرحيم.. من المنظور المسيحي والإنساني

القتل الرحيم.. من المنظور المسيحي والإنساني

موضوع اجتماعي وواقعي وبغاية الاهمية, وكثير منا لا نعطيه حقه لأننا لم نمر بهذه الحالة بل ننتقد الاسرة ‏التي تطلب رفع الاجهزة الطبية من مريضها او نؤيدها. ولا نعلم ما هو شعورهم في تلك الاوقات لكي يتخذوا ‏مثل هذا القرار. ‏
هل مصير المريض اصبح بين ايدينا لكي نتخذ القرارات بدلا عنه؟ هل اعطانا الله هذا السلطان لكي نقتل ‏شخص بحجة نريحه من الامه؟ ‏
في الوصايا او الكلمات العشرة يقول الرب (لا تقتل). ولا يوجد في الكتاب المقدس اية واحدة او كلمة تجيز ‏القتل بهدف ان نريح المريض من الام مرضه. ‏
بل هذه القرارات نتجت عن علم الطب الذي وضع نفسه مكان الله لكي يحدد مصير الانسان ان كان من ‏خلال الاجهاض او القتل الرحيم او ما شابه من هذه الجرائم اللاإنسانية. ‏

نحن لسنا ضد العلم والطب بتاتا، العلم نعترف به ونؤيده وهو اعظم خدمة للانسان لكي يحافظ على حياة ‏الانسان وليس العكس. ‏
وحتى الرب يسوع في انجيله قال سوف تصنعون عجائب اعظم مني (اي من عجائب الرب التي صنعها) ‏والعلم والطب والتطور وغيرها من العلوم الايجابية هي بحد ذاته عجائب ومعجزات يعملها ويصنعها الانسان ‏لأنها تهدف الى الحياة والبناء والسلام و…الخ. ‏
الله خلق الانسان لكي يعيش ان كان يعيش بصحة جيدة او يكون له مرض ما او عاقة او عاهة او…الخ. ‏لم يقل الله يجب ان تستمر حياة الانسان السالم طويلا وحياة المريض يجب ان تقصر كلا. كل انسان له ‏مشاكله والامه وسعادته و…الخ يجب ان نقبلها كما هي. ‏

يقول البعض بأن المريض الذي يصارع الالم وهو في غيبوبة وسريريا ميت يجب ان نرفع عنه الاجهزة ‏الطبية لكي يرتاح من الامه. حسنا وماذا عن الانسان المريض روحيا ونفسيا والذي هو ميت انسانيا ‏واخلاقيا؟ هل يجب ان نقته لكي يرتاح من الام خطاياه؟ ‏
اعطانا الله نعمة الخدمة نعمة تفكير واتخاذ القرارات الصائبة التي تهدف الى تقوية ربط علاقاتنا مع الاخر ‏وليس قطع هذه العلاقة فقط لأنه يتألم. عندما قال الرب في الانجيل كنت جائعا ومريضا ومريضا وعريانا ‏وغريبا وفي السجون والمشافي وخدمتموني اي يقصد بأنني (اي الرب) هو في كل انسان مريض ومتألم ‏ومحتاج. كيف لنا اليوم ان ننهي حياة شخص فقط لأنه يتألم؟ ‏

احبتي لنقف قليلا عند ايماننا وانسانيتنا وانجيلنا وننظر الى كل مجالات حياتنا ونسأل انفسنا ما هو الصواب ‏وما هو الخطأ؟ هل قتل المريض رحمة ام جريمة؟ هل نقف الى جانبه؟ او نهمله؟ لا والابشع من ذلك نتخذ ‏قرارات عنه. لا فقط نهمل المريض بل وصلنا الى حالة قتله بحجة راحته. ‏

نأمل من شبيبتنا العزيزة ان يكون رسل السلام في الحياة وان يتأملوا في الكتاب المقدس وفي انسانيتهم ‏البنائة، لا ان ينجروا وراء علوم سلبية تهدف لا فقط الى تشويه صورة الله بل تهدف ايضا الى قتل الرحمة ‏والانسانية من البشرية

المصادر: ‏الكتاب المقدس
الاب توما ككا
نيوزيلندا 2017‏

Check Also

الثعالب الصغار، المفسدة للكروم

ليس مهماً أن نعرف ضرر الثعالب الصغار التي تتسلل الى الكروم، لكن الاهم أن ندرك …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *