الفنان جورج هومه من مواليد قرية تل نصري، الحسكة سوريا . احب الموسيقى بشغف، تعلم العزف على الة العود وهو في الثالثة عشر من عمره .
اكتشف أن العود آلة رائعة ولكنها لا تعبر عن كل ما يجول في عقله وقلبه وروحه، فاختار آلة الكمان التي رأى فيها آلة رقيقة حساسة، ووجدها الأقرب إلى أحاسيسه وتعلم العزف عليها وصار أحد أمهر العازفين الشرقيين على تلك الآلة التي رافقته منذ أكثر من ربع قرن.
أصدر ألبومه الأول عام 1972 وكان ألبوماً متميزاً ومختلفاً عن الغناء السائد آنذاك، والفضل في ذلك يعود إلى عمه الشاعر الكبير آدم دانيال هومه الذي أدخل الأغنية الآشورية في دائرة الشعر وألبس كلماتها أثواباً آشورية حقيقية ما ارتدتها من قبل. ولا ننسى كذلك دور جورج نفسه في انتقاء ألحان متفردة لتلك الكلمات، وفي ابتكار طريقة جديدة في الغناء تبرز أي آفاق سحرية يمكن للصوت أن يرتادها حين يكون صادقاً ومثقفاً.
كانت له تجربة إصدار ألبوم الشخص الواحد ( كاتب وملحن ومطرب ) في العام 1983 حين أصدر ألبومه الثاني معتمداً على المقامات الغربية والآلات الغربية ولكن بغناء وأداء شرقي صاف مائة في المائة.
هاجر إلى أستراليا عام 1985 حيث تابع من هناك مسيرته الفنية مضيفاً إلى رصيده خمس ألبومات أخرى وفيلم سينمائي.
في العام 1997 أنهى جورج دراسته الموسيقية في أستراليا وتخرج من الكونسرفتوار الأسترالي العالمي للموسيقى.
أحيا جورج العديد من الحفلات التي لا تنسى في سوريا قبل أن يهاجر. وكذلك بعد أن هاجر فقد زار معظم دول الاغتراب إضافة إلى زيارته لوطنه الأم سوريا.
أسس جورج في أستراليا ستوديو موسيقي خاص ، وقام بتوزيع وتسجيل ألبومات فنانين من مختلف الجنسيات، إضافة إلى ألبوماته هو.
وافته المنية صبيحة الثلاثاء 16 تشرين الثاني 2010 و ذلك في مكان إقامته بأستراليا اثر اصابته بجلطة قلبية مفاجئة، وبذلك فقدت الأغنية الآشورية أحد دعائمها القوية و أحد الذين عملوا بإخلاص و شرف دون انتظار أي مقابل.
في هذا العدد لمجلة ملتا (العدد الرابع عشر لشهر كانون الاول 2016) نستذكر ذكرى رحيل الفنان الاشوري جورج هومه احد اهم رجالات الفن الاشوري، شاكرين السعي الذي بذله في سبيل ارتقاء الفن الاشوري على الصعيد القومي وعلى الصعيد الشخصي، ستخلد الذاكرة الجماعية الآشورية اسم الفنان جورج هومه وصوته الحنون كما ستبقى كل اعماله حية تتوارثها الاجيال. اغنى جورج هومه المكتبة الموسيقية الآشورية كما اضاف اعمالا تحفظ في خزينة الموروث الفني للحضارة الآشورية.