من كتاب الجوهرة – “مركنيتا”
مار اوديشو الصوباوي
في الصوم والصلاة والصدقة
ان اسس الفضائل الواجبة لمخافة الرب لدى الذين يؤمنون بالقيامة ويواظبون عليها على رجاء العالم العتيد ثلاثة، وهي الصوم والصلاة والرحمة، شرط ان تمارس بروح الانجيل وليس لسبب آخر. وكما قال احد الحكماء:
“ان الصوم افضل من كل اختلاء والصلاة افضل من كل عمل اما الرحمة فهي تشبه الرب”. ويقسم الصوم الى قسمين. الخارجي وهو الانقطاع عن الطعام. والباطني الانقطاع عن الشرور. والصوم كثيراً ما يأتي دافعاً للاغنياء ليرحموا بعد ان ذاقوا بانفسهم مرارة الجوع والعطش وشعروا بما يعانيه الفقراء. وهو مع ذلك مقدس للحواس ومنزه للقوى وهو تشبّه بالملائكة. اما الصلاة مع كونها مفتاحاً لكنوز الرب، هي مناجاة روحية كما قال احد الآباء “ يا بني عندما تصلّي تحدّث الى الرب، وعندما تقرأ في الكتاب المقدس فالرب يتحدث اليك”.
اما الرحمة كما قلنا فهي تشبّه بالرب وفرصة لنا نحن تلاميذ يسوع لنظهر حكمتنا فنرسل الى السماء الاشياء المحبوبة والجلية عندنا بواسطة المحتاجين. وبها نفرح ونسعد بلا حد. “ لا تكنزوا كنوز في الارض حيث السوس والاكلة تفسد والسارقون ينقبون ويسرقون ولكن اكنزوا لكم كنوزاً في السماء.. حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم ايضاً”. لقد فسر مار توما الرسول هذا الامر جيداً عندما يعد ملك الهند لبناء قصر لا مثيل له بتوزيع خزائنه على الفقراء، واعترف الملك بأن القصر الموعود شيّد في السماء. وان اخاه الميت يقوم ويعود الى الحياة بصلاة مار توما الرسول. “ ان اناس اضافوا ملائكة وهم لا يدرون”.
وكما قيل لكورنيليوس “ان صلواتك وصدقاتك قد صعدت امام تذكار الرب”. ولا يوجد طريق اخرى سواها تقود الاغنياء الى الرب كما يشهد الانبياء والرسل.