Home / Articles / مخافة الرب

مخافة الرب

الاب سركون زومايا

في هذا العدد سوف اكتب عن فضيلة (مخافة الرب) هذه العبارة قد تكون تعبر عن قوي وضعيف وهنا يطرح السؤال هل نعود إلى ايمان الخوف بدلاً من إيمان المحبة والبنوة للرب ؛ بعد أن جاهدنا في سبيل ترسيخ منطق المحبة؟ والأغرب من ذلك أن نقول بأنها هبة من الروح القدس ؟! .
يعرف أحد القديسين هذه الفضيلة بما يلي : “هي هبة فائقة الطبيعة ؛ من خلالها وتحت تأثير الروح القدس يكتسب الإنسان طواعية خاصة لكي يخضع بشكل تام للإرادة الإلهية؛ بسبب الاحترام الواجب لعظمة الرب التي تستطيع أن تعاقبنا بشرّ ما . طبعاً لا يقصد القديس بأننا يجب أن نخاف من شر الرب، فالرب محبة خالصة لا شرّ فيه نبع الصلاح والخير الذي لا نهاية له إنما يقصد الخوف من شر عاقبة الخطيئة . وهنا يوجد رباط بين مخافة الرب بالرجاء ويوجد تناغم مذهل : الرب عادل ورحوم والعدل يولّد المخافة أما الرحمة فتولّد الرجاء .
مخافة الرب في الكتاب المقدس :
– العهد القديم :
موسى اثناء الظهور الإلهي في العليقة المشتعلة فستر موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الرب (خر 3 : 6) .
– العهد الجديد :
مريم عندما بشرها الملاك فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم فقد نلت حظوةً عند الرب (لو 1 :30) .
إن هبة مخافة الرب تساعد الإنسان بشكل أساسي على محبة الرب والابتعاد عن كل ما قد يهينه . هكذا نرى أن هذه الهبة تصحح بشكل كبير تصرفات الإنسان وتجعله يحيد عن الرذائل والشهوات لأنها تجعلنا نفضل كل ما يأتي من الرب على ما يأتي من العالم لا بل تجعلنا نكفر بذاتنا على قول المسيح من أراد أن يتبعني فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني .
ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ وماذا يعطي الإنسان بدلاً لنفسه؟ (متى 16 : 24) .
أما ما نعيشه اليوم من روح استقلالية وحرية مغلوطة فهو يجعل مخافة الله أكثر ندرةً . هذا من أكبر الجروح في زمننا الحالي .
كلنا ايمان في عمل الرب فينا فنسلم ذاتنا إلى صاحبها فهو القدير في عمله ولكن يبقى السؤوال هل نحن مستعدين لتقدمة الذات ?did-jesus-fast-40-days-40-nights_d3972b6e961697bc

Check Also

الثعالب الصغار، المفسدة للكروم

ليس مهماً أن نعرف ضرر الثعالب الصغار التي تتسلل الى الكروم، لكن الاهم أن ندرك …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *