Home / Articles / الشهادة في المسيحية

الشهادة في المسيحية

الاب سركون زومايا

على مر تاريخ امتنا العريق، شهدنا بعد قبولنا المسيحية عذابات واضطهادات كثيرة، لا أعتقد أنّ شعبا اوأمة على امتداد التاريخ الانساني قد شهد مثلها. فقد عانى الكلدان والسريان والاشورين من ابادات جماعية وحروب طاحنة واعدامات وتصفيات دموية لم يشهد مثلها تاريخ البشرية ابدا، ويقدّر بعض الكتّاب والمفكّرين من ابناء امتنا و المهتمين بقيضيتنا ومآسينا بانه خلال الفي عام من الايمان المسيحي قد عانى من الاضطهاد الكثيرين من المؤمنين وقد قتل من اجل ايمانهم ارقام لاتحصى .
اننا كنيسة الشهداء كما سماها العديد من الملافنة والشخصيات المرموقة بالفكرالمتجدد .
فالشهادة اسمى قيمة يعبّربها المرء عن قناعته ، اخلاقيته ، وحياته ووجوده كله ، الشهداء اكرم الناس . ولفظة شهيد هي تاكيد على واقع وحدث ، وتوثيق لحقيقة ومبدأ ، وما يتطلب ذلك من معاينة الشيء والتحقق منه .
استخدمت الكنيسة لفظة الشهيد والشهادة للدلالة على قناعة المؤمن ووثوقه من مبادئه وحقائق ايمانه ، وترجمته محبة المسيح في حياته بشكل دقيق و السلوك وفقاً للايمان كحقيقة لا تقبل الشك والجدل ، وواقع حياتي يستحق ان يتجرد بسببه عن كل شيء ويفديه بحياته ودمه . وقد قال المسيح لرُسله : وتكونون لي شهوداً ( اعمال 8:1 ) لكنه حذر تلاميذه ايضا بانهم سوف يلاقون الاضطهادات ويسلمون الى المحاكم ( متى 16:10) ، كان عليهم ان يكونوا شهود آلام المسيح وموته وقيامته . ولكي يتمكنوا من اتمام رسالتهم واداء الشهادة ، سوف يمنحون قوة من العلى ( لوقا 24 : 46 ) لقد فهموا الرسالة واعلنوها وبصراحة ، ودافعوا عنها بشجاعة .
وذلك الذي كان مع البدء وسمعوه ورأوه ، وتأملوه ولمسوه ، كلمة الحياة التي تجلت ، بها بشروا حياة ابدية، همهم ان يشاركهم في هذه الخبرة الايمانية العميقة جميع الناس ومنذ ذلك الحين ، اي منذ ساعة امنوا بالبشرى لم يعد يقوون على الصمت ، بل راحوا يحدّثون بما رأوا وسمعوا ( اعمال 20:4 ) فهم شهود حق فالحق هذا ليس حقائق نظرية فلسفية مجردة بل تجسد اله في انسان هو الطريق والحق والحياة نور العالم القيامة والحياة لذا كان ايمانهم علاقة حب وكان الاعلان عن الايمان شهادة حياة وما اجمل ان تكون الحياة شهادة حق وحب .
لذا كان اسطيفانوس باكورة الشهداء افتتح سلسلة أولئك الذين سيرتدون حلة بيضاء فابتدأ تاريخ الشهادة والشهداء . وسوف يسطّر الوف الشهداء صفحات ناصعة مشرقة في جبين التاريخ فهم قد مضوا الى الموت بشجاعة وفرح ، فالشهيد من يبذل ذاته حباً بالمسيح اذ انه بتحليه بالايمان الحق والرجاء الصالح والحب العميق يجد الطريق الى المسيح .
ويكون وإياه وحدة مكينة تؤهله لكي يتمثل به في كل شيء ، بدأ بالتجرد والعطاء والموت والقيامة والحياة .
لذا فأن رجاء الشهيد في شوقه الى حياة خالدة يعاينها منذ الان بنور ايمانه ويحياها في كنه حبه ، فيقوى على التنكر لكل ما هو فان ، وتقبل الصعاب والتعذيب والالام والموت .
كما حصل منذ ايام عندما قبلوا ان يموتوا بمجرد انهم مسيحين، ان الشهداء اشورابراهام وبسام شموئيل وعبد المسيح قتلوا امام اعين جميع الناس ولم يحرك احدا ساكناً متى سيتحرك العالم عندما يفنى الوجود المسيحي ؟

????????????????????????????????????
????????????????????????????????????

Check Also

الثعالب الصغار، المفسدة للكروم

ليس مهماً أن نعرف ضرر الثعالب الصغار التي تتسلل الى الكروم، لكن الاهم أن ندرك …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *